عبد الوهاب المعمار
الدغارة ..مدينة تحمل معنى الاصالة ولها
الكثير من العلامات المضيئة في التاريخ كما انها تعتبر بوابة محافظة الديوانية
بتجاه محافظتي الحلة وبغداد .
ولكي نتعرف على المزيد عن هذه الناحية واهلها
وبدايات تكوينها اتجهت مجلة المستقبل للقاء بعدد من ابنائها فكان اللقاء الاول مع الاستاذ عبد محمد شناوة الهلالي والذي تحدث قائلا:
سمية الدغارة بهذا الاسم نسبة الى نهر
الدغارة والذي يقع على بعد 4كم الى 5كم من موفع الناحية الان والذي هو مندرس في
الوقت الحالي والدغارة في الزمن القديم لم تكن في هذا الموقع بل كانت في منطقة
اسمها (الصلمبة ) وقد كانت مدينة عامرة باهلها الا ان مرض الطاعون الذي اصابة اكثر
سكان المدن العراقية ومنها ناحية الدغارة ادى الى الفتك بالكثير من ابناء المنطقة
مما حدى بالسكان الى المغادرة الى مكان اخر هو الموقع الحالي للناحية واستقروا فيه
، وبالنسبة الى بدايات تكوين الدغارة فنها تكونة قبل 700 عام من الان حيث هاجرت
قبيلة ال جعفر بقيادة شيخها الامير خليفة بن اسعد الاحيمر من نجد في شبه الجزيرة
العربية نتيجة النزاعات القبلية فيها الى منطقة يقال انها تسمى(القرعة) قرب محافظة
النجف الاشرف ولفترة غير معلومة لحدالان والتي اخذت العشيرة اسمها منها فسمية ب(
عشائر الاكرع) ثم انحدرت هذه العشائر الى الديوانية وبالتحديد في الضفة اليسرى
لنهر الديوانية في منطقة قريبة من منطقة ابو الفضل ثم انتقلت الى الدغارة واستقرت
فيها وكونت امتدادا لها من صدور الدغارة الى قضاء الحمزة الشرقي وعشائر الاكرع
تتكون من سبعة اسلاف وكل سلف يتكون من عدد من العشائر مثل سلف ال شبانة وشيخهم
شعلان ال عطية وسلف الهلالات وال عمر وسلف البونايل وشيوخهم علوان ال محمد والشيخ
رحمن ال احمد وسلف ال احمد وشيخهم سعدون ال رسن وسلف ال زياد وشيخهم علوان ال
جحالي وسلف المكاوير الذي يضم ال خليفة وال مرمض وال كروش بالاضافة الى السادة
ورجال الدين واللذين كانوا يحضون بالمكانة الكبيرة لدى هذه العشائر امثال السادة
ال منصور وعميدهم السيد سلمان وولده السيد عليوي والسادة ال سيد فرج وعميدهم السيد
محمد ابو حنين والسادة ال سيد عوزي وعميدهم الان السيد حميد السيد كاظم عوزي
والسادة ال كراغول وعميدهم السيد عزيز ال السيدكاظم بالاضافة للسادة القزاونة
والسادة الزوامل والسادة العوابد ، اما رجال الدين فقد تمثلوا بالسيد باقر الاعرجي
والشيخ امان محي الدين والسيد محمد السيد ابراهيم السيد شبر والمتمثل بولده السيد
عبد الكريم شبر .
وفي تاريخ الدغارة وخلال مراحل التكوين جائت
مجموعة من البيوتات المعروفة والتي سكنت في منطقة الدغارة مع عشائر الاكرع وكونة
معها مجتمعا متماسكا قويا والذ تحدث عنه السيد الحاج رعد
الا عسم قائلا :
في تلك الحقبة من الزمن جائت الى منطقة
الدغارة عدد من البيوتات المعروفة بنسها والتي كانت تشتغل في مهنة التجارة
واستطاعة ان تتعايش مع المجتمع العشائري فيها ومن هذه البيوتات بيت الغيوة الاوسي
وبيت الاعسم وبيت سعيد القويزي وبيت ملة فارس ( الجباويين ) وبيت اللبان وبيت
الصياكل كذلك جائت بيوتات من ( خرصة ) ومن الشبانة وال مهاوش وال وهيب وال مرمض
والاسلم ويقصد بهم البونايل وال حمد ومن هذه البيوتات والعشائر تكون المجتمع
الدغاري الذي عليه الان بحيث اصبحت منطقة الدغارة من المناطق المهمة وبالاخص عندما
اختارها الملك غازي ليبني قصرا في حقبة الثلاثينات من القرن الماضي وبالتحديد في
منطقة صدر الدغارة والذي كان منتجعا له ومقرا للقاء بشيوخ عشائر منطقة الفرات
وساداتها كون هذه المنطقة تتسم عشائرها بالقوة في ذلك الوقت وهي التي قدمت الكثير من
ابنائها على طريق الشهادة في ثورة العشرين تلك الثورة المباركة التي احدثت تغيرا
في السياسة العراقية انذاك ومعبرة بصدق عن الوطنية ونبذ المستعمر .
والدغارة كان لها تميزا واضحا في مجالات الفن
والثقافة والادب والرياضة ففي مجال الفن والادب والثقافة يقول السيد راسم الاعسم بان الدغارة كانت ولاتزال منذو
الاربعينات من القرن الماضي لحد الان وانجبت العديد من الاسماء والتي كانت لها
بصمة متميزة وواضحة في الحياة الثقافية امثال الشاعر عبد الرضا ال كروش والشاعر
عطية ال دخيل والشاعر بدر لطيف الدغاري والشاعر كفاح عبد الحمزة والشاعر عبد
الكاظم خيون الدغاري والشاعر صالح العتابي ورحيم النجار ومخلد زامل وستار الزلزلي
،على مستوى الشعر الشعبي اما الفصحى فيتمثلون بالشاعر والاديب علي الشباني وكزار حنتوش ويعقوب جواد وجابر حسن
عباس ووالدكتور باسم الاعسم والدكتور حاكم مالك الزيادي وزعيم الطائي رائد
القصة القصيرة وحسين الشباني وعلي شايع وهو مغترب الان في هولندا بالاضافة الى
راسم الاعسم في مجال الترجمة والقصة القصيرة وبالنسبة للفنانين ففي مقدمتهم
الاستاذ رسول عبد الحسين والنحاة صالح جاسم العامري والدكتور جاسم الصافي والدكتور
عاصم عبد الامير وميمون الخالدي وكريم الصافي والمرحوم رحيم ماجد وحمزة ماجد كما
تم اصدار عدد من المطبوعات مثل اصدارات ثقافية ونبض الشباب والحياة الثقافية .
اما في مجال الرياضة فقد تحدث السيد زيد حميد القزويني قائلا ان الناحية كانت متميزة
في مجال كرة الطائرة ولها الكثير من الاسماء المتميزة في مقدمتهم المدرب الكبير
الاستاذ مغير عبد الحسون واللاعبين امثال عبد الامير القزويني واحمد جبل والشيخ
نور الشعلان والشيخ كريم الشعلان وخليل مالك الشعلان وعلاء حسين رهمة وثامر حسون
وعبد سيد رضا ورفعت الاعرجي ومهدي حسن راضي وسيد بتي مهدي ووسام نور الشعلان وتميم
علي والاساتذة شريف وعبد الله ويوسف وكانوا مبدعين على الصعيدين المحلي والقطري
بحيث اسطعت انا ان امثل مدينتي على مدى احد عشر عاما في المنتخب الوطني العراقي
وذلك من عام 1968م ولغية عام 1979م.